VERBA VOLANT, SCRIPTA MANENT

Translate

vendredi 29 novembre 2013

La critique et l'existence

Si vous êtes critiqué, c'est que vous êtes critiquable.

Si vous êtes critiquable, c'est que vous avez quelque chose à dire.

Si vous avez quelque chose à dire c'est que vous êtes intéressant.

Si vous êtes intéressant, vous dérangez.

Si vous dérangez c'est la preuve que vous existez !

Je préfère exister alors... c'est un honneur d'être critiqué.


Les trois tamis de Socrate



L'apologue des trois tamis de Socrate raconte comment le philosophe demanda à un interlocuteur qui souhaitait lui parler s'il avait passé son discours au travers des trois tamis : celui de la vérité, de la bonté et de la nécessité. Seules les paroles qui passent l'épreuve des trois tamis méritent d'être prononcées

Un jour, un homme vint trouver le philosophe Socrate et lui dit :

- Écoute, Socrate, il faut que je te raconte comment ton ami s'est conduit.

- Je t'arrête tout de suite, répondit Socrate. As tu songé à passer ce que tu as à me dire au travers des trois tamis ?

Et comme l'homme le regardait d'un air perplexe, il ajouta :

- Oui, avant de parler, il faut toujours passer ce qu'on a à dire au travers des trois tamis. Voyons un peu ! Le premier tamis est celui de la vérité. As-tu vérifié que ce que tu as à me dire est parfaitement exact ?

- Non, je l'ai entendu raconter et...

- Bien ! Mais je suppose que tu l'as au moins fait passer au travers du second tamis, qui est celui de la bonté. Ce que tu désires me raconter, est-ce au moins quelque chose de bon ? L'homme hésita, puis répondit :

- Non ce n'est malheureusement pas quelque chose de bon, au contraire...

- Hum ! dit le philosophe. Voyons tout de même le troisième tamis. Est-il utile de me raconter ce que tu as envie de me dire ?

- Utile ? Pas exactement...

- Alors, n'en parlons plus ! dit Socrate. Si ce que tu as à me dire n'est ni vrai, ni bon, ni utile, je préfère l'ignorer. Et je te conseille même de l'oublier...


Apologue* du philosophe grec Socrate (V-IV siècle avant notre ère)

أربع خطوات للتخلص من الأفكار السلبية

اضع بين يديكم مقالة جميلة
للكاتبة: "رينا سينها"  Raina Sinha
 
وهي عبارة عن تكنيك يساعدك على التخلص من التفكير السلبي والخروج من دائرة الافكار السلبية اذا سيطرت عليك
اتمنى لكم قراءة ممتعة ..
أربع خطوات للتخلص من الأفكار السلبية
ترجمةولد الجوهرة

ربما تتعجب من هذه المعلومة لكن الأفكار السلبية لها ادمان يفوق ادمان
المخدرات الآف المرات ! ومع مرور الوقت تتأصل الفكرة السلبية
في داخلك حتى تصل الى مرحلة لا تميز فيها انها مفصولة عنك
وتعتقد انها جزء منك ..
يعتقد الكثير من الاختصاصيين النفسيين مثل البروفيسور آرون بيك
 
من جامعة بنسلفينيا بأن الاكتئاب هو بسبب وجهة نظر سلبية من الشخص
 
تجاه نفسه , والعالم وخصوصا المستقبل , وخلال طول عمره
عمل البروفيسور آرون مع الاشخاص المكتئبين ووجد انهم
اناس عصفت بهم الافكار السلبية بشكل متواصل ,وتلقائي
افكارنا ومشاعرنا وافعالنا تتأثر ببعضها البعض , وبتغيير رؤيتنا للأفكار
 
والمشاعر من الممكن ان نفعل تغييرا كبيرا جدا في حياتنا نحو الأفضل
بواسطة التعرف على افكارنا وتقييمها نستطيع التفكير بطريقة
 
اكثر واقعية وهذا من شأنه ان يجعلنا نعيش حياة اجمل
الكثير يقولون بأمكاننا ان نتخلص من اي شيء باستثناء الأفكار السلبية , لكن هنالك أمل
,
خصوصا ان هذا الادعاء غير صحيح , اذ ان هنالك استراتيجية لاتقدر بثمن للتخلص
 
من الأفكار السلبية وقد ساعدت تلك الاستراتيجية الكثير من الناس في التخلص من

الافكار السلبية التي كانت تحاصر عقولهم وعندما تتعلم التخلص
من الافكار السلبية تكون شخص اكثر تفاؤل وسعادة
كل النصائح التي تتلقاها حول ضرورة التفكير الايجابي هي ببساطه
 
عديمة الفائدة لطالما لم تتخلص من الافكار السلبية اولا ..
وباستخدام هذه الاستراتيجية ستتمكن من التخلص من كل الافكار السلبية في حياتك ..
اليك الاستراتيجية التي ستحررك من سواد الأفكار للأبد ..
الخطوة الاولى: كن واعيا للفكرة
هذه هي الخطوة الاولى , يجب ان تتعرف على الفكرة وانها فكرة سلبية والعلامة الاكيدة التي تعرف من خلالها الفكرة السلبية هي انها تخفض مستوى طاقتك وحيويتك وانها

 
تجلعك تشعر بأنك تعيس ومتجهم ومكتئب لذا تجعلك لا ترى الجمال في اي شيء ..
الخطوة الثانية : اجعل عليها علامة فارقة
قل لنفسك . انا الآن لدي فكرة سلبية , اخبر نفسك بأن ثمة فكرة سلبية تدور في خاطرك ,, عندما تصل هذه المرحلة ستلاحظ بأن التسرب في طاقتك وحيويتك يتوقف وتجهمك وكآبتك الداخلية بدأت تقل وتتضاءل .. يجب ان تقدم لنفسك التهنئة لأنك وصلت هذه المرحلة وانتقل للمرحلة القادمة .
الخطوة الثالثة : بالغ فيها قدر الامكان
استكشف الفكرة السلبية وألعب بها ... مط الفكرة وأعبث بها اجعلها سخيفة قدر الامكان .. اذا كانت لديك فكرة من قبيل " لن استطيع الذهاب للبنك واخباره بأنني بحاجة الى تقليص قسطي الشهري .. سيظنون بأنني أحمق " تخيل بأنك دخلت البنك واخبرتهم بذلك , تخيلهم يضحكون على كلامك حتى يسقطوا على الأرض من الضحك ويشيرون عليك حتى ان بعض الموظفين خرجوا من البنك لإخبار الناس في الشارع بأنك أحمق وأخرق , بعضهم اتصل بأصدقائه ليخبرهم بالأحمق الذي لديهم في البنك يطلب تخفيض القسط ويجتمع عليك الكل وتأتي الصحافة والتلفزيون لعمل حوارت حول طلبك ويقطع رئيس الدولة رحلته بسبب طلبك .. بعملك هذا من تمطيط فكرتك السيئة ومبالغتك فيها ستدرك مدى سخفها , وستفقد بريقها وطاقتها القوية عليك وسيفقد صمغها الذي يجعلها تلتصق بعقلك قوته
تهانينا ... فقد وصلت بعملك هذا الى نقطه هامة جدا ..بدأت المعجزة ,, لقد بدأت في تحرير عقلك !
الخطوة الرابعة : كن شاكرا
لعلك لاحظت بأن كل الأشياء التي تصورتها وبالغت في تصورها لم تحدث .. وأن ما يحدث واقعا هو أقل بكثير من كل ما تصوره لنا الفكرة السلبية , وهذا بحد ذاته بحاجة الى تستشعره وأن تكون شاكرا ان مايحدث هو أقل بكثير مما تصوره لنا عقولنا الخائفة ... عندما تبدأ بالتفكير بعقلية الشاكر المقدر للنعمة يدخل شعاع الى حياتك يضيء روحك الداخلية وتبدأ امور جميلة تحدث في حياتك لم تكن تحدث من قبل تلك الجدران التي لم يكون موجودا سواها وكنت تضرب بها رأسك , سوف لن تكون موجودة وستبدأ في رؤية ابواب ونوافذ بدلا عنها وكل كوارث الكون ستكون مجرد فرص لبدايات جديدة لم تكن تتخيلها من قبل ..
الآن استرخي وابدأ في الشعور بمحيطك الجديد وكيف ستأتي لك الأشياء الجميلة لتحل محل تلك الأفكار السوداء المحبطة . لن تحتاج الى مزيد من الجهد لتزرع الأفكار الايجابية اذ انه بواسطة ازالة الأفكار السلبية ستسمح تلقائيا بالأشياء الايجابية للدخول في حياتك .. ستلاحظ بأن ذاتك اصبحت شيئا صغيرا في صورة كبيرة وسترى الأشياء بوضوح أكبر وجمال أكثر
عندما تبدأ في العمل على هذه الخطوات الأربع بجد متواصل لبعض الوقت ستبدأ في ملاحظة ان حياتك بدأت تأخذ مسارا أفضل ومستوى طاقتك يتحسن وتنبثق غايات وأهداف جديدة في حياتك بدلا عن ذلك الاحباط واليأس الذي كنت تشعر به وسيبدأ الناس في محبة شخصك الجديد وتبدأ ثقتك في ذاتك في الازدياد مرة اخرى

الايجابية في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

ضرب الله في القرآن مثلًا للفرق بين الإيجابية والسلبية، فقال جل شأنه:" وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " (النحل: 76(
والمقصود بـ(الأبكم) في الآية: السلبي العاجز الذي هو حمل زائد على المجتمع. فإذا طلبت منه شيئًا لا يفعله. والمقصود بـ(من يأمر بالعدل): الذي يصلح في الأرض. أتحب أن تقف بين يدي الله يوم القيامة أبكم سلبيًا؟ كن إيجابيًا في حياتك العملية. كوني إيجابية مع زوجك وأولادك. كن إيجابيًا مع الله. كن إيجابيًا في إصلاح الناس.


ولنستمع للثلاث قصص القصيرة: قصة حشرة، وقصة طائر، وقصة إنسان، وكلها تتحدث عن الإيجابية. قصة نملة، وقصة هدهد، وقصة مؤمن.

قصة النملة:


أما النملة فوردت قصتها في سورة النمل، وقد سميت السورة باسمها، يقول جل وعلا:
" وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ َ..." (النمل:17-19(
فقد نظم الجيش بقيادة سيدنا سليمان للسير إلى معركة. ويوزعون: نفهم منها أنهم كانوا في غاية الانضباط. والقصة على قصرها إلا أنها تضرب مثلًا لنملة إيجابية، نملة شجاعة، كان من الممكن أن تهرب وحدها وتدخل جحرها، لكنها أول نملة رأت الجيش قبل غيرها من النمل، فخشيت على أمتها، لم تعش لنفسها، رغم أنه كان من الممكن أن تموت تحت الأقدام وهي تنادي على النمل، لكنها تضحي من أجل الآخرين، ولهذا تبسم سيدنا سليمان.
أيكون الله سبحانه وتعالى قد ساق لنا قصة النملة هذه ليقول لنا: عار عليكم أيها الرجال، وأيتها النساء، أن تكون نملة صغيرة لديها من الإيجابية ما تفتقدونه أنتم؟!
وقد يكون هذا سبب تسمية السورة بالنمل، فيا لجمال الله، يعلمنا من الكائنات الأخرى بشكل قصصي جميل. عالم قصص القرآن الرائع.
ولقد كانت هذه النملة على درجة عالية من البلاغة، استمعوا معي لقولها تجدونه يتضمن التالي:
1-
ياأيها النمل: نداء.
2-
ادخلوا: أمر.
3-
لايحطمنكم: نهي.
4-
سليمان: خصصت.
5-
جنوده: عممت.
6-
وهم لا يشعرون: اعتذرت عنهم، أي عن غير قصد منهم؛ فهذه

ليست أخلاق جيش سليمان، فجيش الحق والخير لا يقتل حتى النمل، والمؤمن لا يؤذي حتى النمل.
ولهذا تبسم سليمان من قولها؛ لأنه تضمن إيجابية، والاعتذار عن الجيش. ثم شكر الله على أن وهبه القدرة على سماع ذبذبات صوت النمل.



قصة الهدهد:

القصة الثانية وردت في سورة النمل أيضًا بعد قصة النملة مباشرة، والمعنى واضح جدًا فهذه السورة تتحدث عن الإيجابية.
وهذه القصة قصة الهدهد. يقول سبحانه وتعالى:
" وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ " (النمل:20-21(
فسيدنا سليمان يجمع كل صفات القائد العظيم:
1-
يتفقد طابور الجيش كل يوم.
2-
حينما لم يجد الهدهد لم يتسرع في اتهامه، بل سأل هل هو حاضر أم غائب؟ فربما كان موجودًا في مكان ما بين أفراد الجيش ولم يره سيدنا سليمان.
3-
الحزم: فقد هدد بعقاب الهدهد.
4-
العدل: فقد طلب أن يأتيه الهدهد بسبب غيابه؛ حتى لا يوقع به العقاب.
5-
الإنصات: منح الفرصة للهدهد للدفاع عن نفسه.
وهناك قصة طريفة تروي كيف عرف سيدنا سليمان -عليه السلام- بغياب الهدهد، إذ كان مكان الهدهد يحجب الشمس عن سيدنا سليمان -عليه السلام-، فلما بدت الشمس لعين سيدنا سليمان -عليه السلام- أدرك غياب الهدهد. وهذه قصة لا يوجد أي دليل على صحتها، لكننا نذكرها لطرافتها.

وجاء الهدهد الإيجابي، وكان من الممكن أن يكون كأي موظف يلتزم بالوقوف في الطابور وكفى، يثبت حضوره، ويثبت انصرافه، مثل الملايين من الموظفين كل منهم يأكل ويشرب، ويحصل على أجره آخر الشهر، ولو كنت أنت هكذا فالهدهد ليس كذلك. وما حدث أن الهدهد سمع بأن قومًا يعبدون الشمس في اليمن، بمملكة سبأ، فجن جنونه وهو في فلسطين، أي على بعد مسافة كبيرة من اليمن، وسيفوته طابور الجيش، لكن هناك أولويات، وهو ليس موظفًا، بل صاحب رسالة، طار إلى اليمن يتفقدهم، حتى أنه ذهب إلى عرش الملكة وعاد بالأخبار، ليصبح سببًا في هداية أمة.
فور عودة الهدهد، أخبرته الطيور بعقاب سيدنا سليمان -عليه السلام-، فمكث غير بعيد عن سليمان؛ لأن الإيجابية تزرع الشجاعة، وثقة بالنفس.
ونكمل الآية:
"... فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " (النمل:22-26(
فالهدهد بعدما رأى عرش الملكة وحد الله رب العرش العظيم، وهذا موضع سجدة في القرآن، فانظروا لإيجابيته وهو مجرد هدهد! فعار علينا نحن المسلمين أن نكون سلبيين. كن مركز إيجابية في مؤسستك، في ناديك، في كل مكان، قم بالإصلاح، وإياك والتعلل بالظروف، وأنه لا فائدة، بل استخدم الإمكانات في قهر المؤثرات.


قصة المؤمن:


القصة الثالثة وردت في سورة نحبها كثيرًا، قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-:”قلب القرآن، وهي سورة يـس. والقصة في قلب السورة، حيث تدور أحداثها في قرية كانت مركزًا لما حولها من القرى، مثل موقع مكة المركزي المؤثر في الجزيرة العربية.
يقول الله -جل شأنه-:
" وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ " (يـس:13-19)

والغريب أن يرسل الله ثلاثة رسل لبلدة واحدة؛ هذا لقوة مركزها، وأيضًا لصعوبة الدعوة فيها، وللمشاكل الاقتصادية والاجتماعية العديدة بها، وللمشاكل الدينية العقائدية؛ فهم غير مؤمنين أو موحدين، وقد كذبوا هؤلاء الرسل مدعين بأنهم بشر مثلهم. فالكثير منا يتخيل أن الإصلاح والهداية لا يجوز أن يأتي من أناس مثلنا، بل يجب أن يأتي من قوى خارقة، مثل الملائكة، فلا يتقبلون أن يصلح مشاكلهم شخص عادي مثلهم أو من أهلهم، وإنما قوى خارجية. بينما الحقيقة أن الإصلاح يبدأ من الداخل، فالبعض ينتظر حلًا لمشاكله بانتظار المهدي المنتظر، ولكن كن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم.
وهنا تكمن خطورة القصة في أن الهداية تأتي منك أنت.

ونكمل الآية:
" وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ " (يـس:20-27)
ويأتي رجل ليس بنبي، بل رجل عادي. تخيلى معي أختاه، لو أن المدينة التي تعيشين فيها بها ثلاثة أنبياء، هل هناك حاجة إليك؟ بالطبع هناك حاجة إليك.
كان من الممكن جدًا أن لا يبالي هذا الرجل، ويقول: وما دخلي أنا؟ ولاحظوا أنه جاء من أقصى المدينة، أي ليس من أثرياء البلد، ولا من أصحاب النفوذ، فمن المحتمل أن يقتل ولن يعبئوا به، فلماذا يقدم على دعوة هؤلاء القوم؟
لم يستطع السكوت أو الجلوس في مكانه، بل دعا بكل إصرار وعزيمة، وانظروا معي، من أعلى مقامًا وأعلم وأتقى؟ الرجل أم الأنبياء الثلاثة؟ الأنبياء بالطبع، لكن القرآن ركز على الرجل، لماذا؟ لكي يخبرك بأنك عظيم وغالي عند الله إن كنت إيجابيًا، لا تنقص من قدر نفسك أمام الدعاة، بل ادعو إلى الله أنت أيضًا.